يمكن النظر لموضوع التخلص من دهون الجسم والقضاء على الوزن الزائد الذي تسببه باعتباره قضية محورية تستولي على عقول الكثير من الأفراد من النساء والرجال على حد سواء، وذلك لهدف الحصول على جسم رشيق وقوام ممشوق، أو على الأقل الوصول للوزن المثالي الذي يضمن التمتع بمستوى أعلى من الصحة واللياقة البدنية، فلذلك تجد الجميع يبحث عن افضل طريقة لحرق الدهون أو أفضل النصائح لمنع عودة تخزين الدهون في الجسم، وهذا يتطلب أن يتم التعرف أولاً على ماهية دهون الجسم حتى يتم تحديد السلوكيات والخيارات التي تساعد في القضاء عليها.
يمكن تعريف دهون الجسم بأنها مجموعة المركبات الكيميائية التي يحصل عليها الجسم من مصادر الغذاء النباتية والحيوانية، إلا أنه لا يستطيع امتصاصها حتى تتحول لمواد دهنية، وبطبيعتها تعتبر هذه الدهون من أبرز المصادر التي تمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها لأداء عملياته الحيوية وأنشطته البدنية بعد حرقها من خلال عملية الأيض، ويجدر القول بأن فعالية ونشاط عملية الأيض أو التمثيل الغذائي تختلف باختلاف الأجسام؛ فتجد بعض الأفراد يتمتعون بمستوى تمثيل غذائي نشط يمكّنهم من حرق الدهون والسعرات الحرارية أولاً بأول بينما يوجد آخرون ممن يعانون من بطء عملية التمثيل الغذائي وبالتالي عدم القدرة على تخفيف الوزن بسرعة، ويُلاحظ عادةً وجود تكدّس للدهون في أجزاء الجسم كالبطن والأرداف وجدران الأوعية الدموية كوسيلة يتبعها الجسم في حال وجود فائض من الدهون عن حاجته من الطاقة.
وبمعرفة ما سبق يمكن إدراك أن مستوى نشاط عملية الأيض يعتبر هو المحدد الرئيسي لمدى فعالية الجسم في التخلص من الدهون، وفي نفس الوقت فإن مدى نشاط عملية الأيض يعتمد على مجموعة من العوامل الأخرى، كالعمر والجنس ومستوى النشاط البدني وطبيعة النظام الغذائي المتبع بالإضافة لكتلة الجسم من العضلات؛ حيث انه كلما زادت كتلة العضلة يزيد نشاط التمثيل الغذائي، ولا بد كذلك من وضع الحالة الصحية للفرد بعين الاعتبار؛ فبعض الظروف الصحية قد تقف عائقاً أمام التمتع بمستوى تمثيل غذائي وحرق دهون نشط.
وما يمكن ذكره في نهاية المطاف أن تحقيق حرق الدهون وتخفيف الوزن الأمثل يتطلب تعزيز عملية الأيض في الجسم، وهو ما يتم تحديده تبعاً لكل حالة فردية وليس بقانون واحد يشمل الجميع، فبعض الحالات ستتطلب المزيد من النشاط البدني، وبعضها الآخر ستتطلب إعادة النظر في السلوكيات الغذائية المتبعة، بينما قد يحتاج آخرون لعلاج بعض المشاكل الصحية أولاً، وهكذا.